ليبيا تسير نحو الصوملة ما لم يتوصل الفرقاء إلى اتفاق سلام

أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على ضرورة دعم المجتمع الدولي لمطلب الحكومة الليبية برفع حظر تسليح الجيش الليبي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاسراع بتنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وفاق وطني.

وشدد المتحدث، في تصريحات امس بمقر وزارة الخارجية، على ضرورة تعامل المجتمع الدولي بجدية وعدم التمييز بين التنظيمات الارهابية في العراق وسورية وليبيا، مضيفا "انه يجب تنفيذ اتفاق الصخيرات في اسرع وقت، وكذا اسراع لجنة العقوبات بمجلس الامن بتنفيذ قرار 2214 الخاص بدعم ليبيا واحتياجاتها، مؤكداً أن التأخر في تنفيذ ذلك يعرقل قدرة الحكومة الليبية الشرعية على مواجهة الارهاب.

وفي الشأن نفسه حذر وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني من تحول ليبيا الى صومال ثانية ما لم يتم التوصل خلال اسابيع الى اتفاق بين الليبيين عبر محادثات السلام الجارية تحت اشراف الامم المتحدة.

وقال الوزير الايطالي في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا نشرت امس "اما ان نصل الى اتفاق خلال اسابيع او سنجد انفسنا امام صومال جديدة على بعد خطوات من شواطئنا، وعندها سنكون مجبرين على التحرك بطريقة اخرى".

وتابع الوزير "ان الوقت ضيق خصوصا عندما يصبح تواجد تنظيم داعش بهذه الخطورة" في اشارة الى المعارك العنيفة التي نشبت خلال الايام القليلة الماضية في مدينة سرت بين سكان هذه المدينة ومسلحين من التنظيم المتطرف.

وقال جنتيلوني انه في حال لم تصل المفاوضات الى نتيجة سريعا "لا بد من وضع ليبيا على جدول اعمال الائتلاف الدولي الذي يحارب تنظيم داعش، وعندها لن يكون الهدف العمل على استقرار سياسي في ليبيا بل السعي لاحتواء الارهاب" فيها.

وتطرق الوزير الايطالي الى آلاف المهاجرين الذين يبحرون اسبوعيا من الشواطئ الليبية في محاولة للوصول الى ايطاليا، وشدد على ان هذه الظاهرة مرشحة للاستمرار طويلا وهي ليست عابرة.

وختم قائلا "ان الهجرة ليست كارثة ظرفية بل هي ظاهرة ستبقى خلال العشر الى 15 سنة القادمة. ولا بد من مواجهة هذا التحدي بشكل مباشر من دون مواربة".

من جهة ثانية نددت الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا في بيان مشترك بالاعمال "الهمجية" التي ارتكبها تنظيم داعش في ليبيا وطالبت الاطراف المتخاصمة بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية.

ودارت معارك عنيف الاسبوع الماضي في سرت بين مسلحين من المدينة الواقعة في شمال ليبيا وتنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ يونيو وقتل واصيب العشرات في المعارك فيما اعدم التنظيم ما لا يقل عن 34 شخصا.

وافاد البيان الذي نشرته الخارجية الاميركية في وقت متأخر ليل الاحد "اننا قلقون جدا من المعلومات التي تحدثت عن قصف هؤلاء المسلحين مناطق ذات كثافة سكانية في المدينة وارتكابهم اعمال عنف بلا تمييز لترهيب الشعب الليبي".

كما دعا اطراف النزاع الليبي الى "الانضمام الى الجهود المبذولة لمكافحة خطر هذه الجماعات الارهابية العابرة للدول التي تستغل الوضع في ليبيا لتحقيق اهدافها الخاصة".

وتابع ان الوضع في سرت "يعكس الحاجة الماسة الى توصل الاطراف الليبيين الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة، بالتشاور مع المجتمع الدولي على ضمان الامن في مواجهة الجماعات المتشددة العنيفة التي تسعى الى زعزعة البلاد".

كما شددت الدول الست الموقعة على البيان على "عدم وجود حل عسكري للنزاع في ليبيا".

ودعت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا وتتخذ مقرا في شرق البلاد الدول العربية الى توجيه ضربات محددة ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت.

وسيعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين الاربعاء في القاهرة بناء على هذا الطلب.


الوسوم:

مشاركة الصفحة